بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

الثلاثاء 11/10/2011


العذارى فى مختبر السرديات: المستقبل للأدب الرقمى




الثلاثاء 11/10/2011: نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية لقاءً مع الناقد العراقى د.ثائر العذارى حول "الأدب الرقمي وتقنيات السرد الرقمية"، أدار اللقاء الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر. تحدث د.ثائر العذاري  في محاور عدة تخص الموضوع مستهلا الحديث بقراءة ظاهرة الأدب الرقمي من خلال وضعها في سياقها التاريخي فيما يتعلق بالأدب العربي، مبينا المشاكل التي تواجه هذه الظاهرة الثقافية بالنظر إلى العادات القرائية المتأصلة في خبرة القارئ العربي وذائقته  المستندة إلى التراث الضارب في أعماق التاريخ.
ثم تناول الحديث مفهوم الأدب الرقمي من خلال النظر إلى تاريخ الأدب وتقسيمه على مراحل ثلاث؛ شفاهية وكتابية ورقمية، فالأدب الشفاهي هو الأدب الذي يكون الصوت عنصرا بنائيا في تكوينه. والأدب الكتابي هو الأدب الذي تكون تقنيات الكتابة من علامات ترقيم ومساحات السواد والبياض ونوع الخط وحجمه العنصر البنائي الأبرز فيه، أما الأدب الرقمي فهو ذلك الإنشاء الذي يتخذ من الوسائط المتعددة (الصو والصورة والفيديو) والروابط الألكترونية عناصر أساسية في بنيته بحيث لا يمكن نشره ورقيا.
وتحدث د.العذاري بالتفصيل عن فكرة أفق التلقي وكيف ستتغير في الفضاء الرقمي والحاجة إلى مدة من الزمن حتى يتمكن المتلقي من بناء عادات جديدة للتلقي تمكنه من تذوق هذا النوع من الأدب كما ينبغي.
وكان هناك تركيز واضح على وضع مفاهيم محددة للمنظومة الاصطلاحية التي تساعد على التعاطي مع الظاهرة الرقمية. إذ لابد من التمييز بين النشر الرقمي الذي لا يختلف عن النشر الورقي في شيء  والأدب الرقمي الذي لا يمكن نشره ورقيا على الاطلاق. كما أن هناك أدبا رقميا وأدبا رقميا تفاعليا يعطي القارئ فرصة المشاركة في بناء النص من خلال التحكم بالروابط التي تتيح ترتيب كتل النص باحتمالات متعددة.
وميز د.العذاري بين البناء الخطي للكتابة الورقية والبناء الكتلي للعمل الأدبي الرقمي، ففي الكتابة يكون القارئ مضطرا لأن يبدأ من الكلمة الأولى للنص وينتهي بالكلمة الأخيرة، بينما يتكون العمل الرقمي من مجموعة من الكتل النصية المرتبط فيما بينها بالروابط الألكترونية بحيث تكون للقارئ حرية التنقل داخل تلك الكتل بالطريقة التي يقررها هو.
وفي إحد محاور الندوة كان الحديث عن ما يمكن أن تضيفه الوسائظ المتعددة للعمل السردي متخذا من الترابط بين صورة ونص قصير مثالا على ذلك لبيان الحقول الدلالية لكل من العنصرين وكيفية تعاضدهما لبيان دلالة واحدة.
ثم عرض د. العذاري ثلاثة نماذج رقمية مع حديث موجز عن التقنيات المستخدمة في كل منها. تلك النماذج هب رواية صقيع للأديب الأردني محمد سناجلة وترنيمة من على شفة الفجر للكاتبة العراقية فاطمة الفلاحي وتباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق للأديب العراقي د.مشتاق عباس معن.
وختم العذاري حديثه بالتنبؤ بنشوء نوع أدبي سماه (الومضة السردية) بدأت بوادرها بالظهور على صفحات الفيسبوك.. وعرض نموذجا لها من صفحة الكاتبة العراقية دلال جويد.
ثم أدلى الحاضرون بمداخلاتهم التي أغنت الموضوع وفتحت مداخل أخرى لمعالجته متفقيت على أن الأدب الرقمي لما يزل بحاجة إلى معالجات أخرى تتعمق في فهم بنياته الجمالية.
                                                     عودة 
                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق